بعد موجة الهجمات الإسرائيلية على شبكة حزب الله المالية، خصوصاً البنك غير الشرعي اللي متخفي كجمعية خيرية، القرض الحسن، نشرت إسرائيل فيديو مفصل بتدعي فيه إنه في 500 مليون دولار نقد وذهب مخبأين بغرفة محصنة تحت مستشفى.
بالفيديو، وكأنه عم يحكي باسم الشعب اللبناني، ادعى الجيش الإسرائيلي إنه حزب الله مخبئ أكتر من نصف مليار دولار من أموال الناس بغرفة محصنة تحت مستشفى سرحال بالضاحية. وقالوا إنه هالمصاري جايين من إيران ومن مصادر لبنانية وبيقدروا يساعدوا على تخفيف الأزمة الاقتصادية بلبنان.
انعرض بالفيديو تصوير متحرك للمستشفى، وبيدعي فيه إنه حسن نصرالله كان يستخدم الغرفة المحصنة. أشاروا كمان إنه مداخل الغرفة المحصنة موجودة ببنايتين جنب المستشفى.
الجيش الإسرائيلي قال إنه ما رح يستهدف المستشفى، بس دعا الناس ليطلعوا المصاري، وأضاف إنه رح يراقب المنطقة ليتأكد إنه حزب الله ما رح ينقل الأموال.
لما وصلت وسائل الإعلام على المستشفى، نشر الجيش الإسرائيلي فيديو تاني يوجههم للبحث عن المدخل في البنايتين المجاورتين للمستشفى. بس قالوا الصحفيين إنه شخصين منعوهم من الدخول، وعلى ما يبدو إنن أغضاء من حزب الله.
هيدا السيناريو بيشبه حدث صار بالـ2020 لما دعا نصرالله الإعلام ليعملوا جولة بمصنع بجناح بعد ما ادعى نتنياهو إنه هيدا مصنع صواريخ بيتخزن فيه نترات الأمونيوم. وعلى الرغم من إنه معظم الإعلام لاقوا المصنع فاضي من بعد ما انسمح لهم بالدخول من بعد ساعات، نشرت منصة 961 صور وفيديوهات لنترات الأمونيوم وألواح معدنية بتستخدم لقص رؤوس الصواريخ، واللي لاقوها بالطابق العلوي للمصنع – منطقة ما سمحوا للإعلام بالدخول إليها.
فشو كان الهدف من هالمسرحية هلق؟ ليش ما ضربوا الغرفة المحصنة ومنعوا حزب الله من استخدام المصاري لإعادة بناء نفسه؟
على الأرجح، كانت إسرائيل عارفة إنه ما رح يكون في ردة فعل حقيقية لأن الناس بعدهم خايفين من حزب الله. هالتكتيك ممكن يعتبر كتبرير لاستمرار الحرب، مع التوقع إنه الجيش اللبناني كان رح يتدخل، ويحقق، ويصادر أي أموال لمنع هجوم على المستشفى. هيدا كان رح يبين قدرة الجيش على مواجهة حزب الله، خصوصاً مع وجود هالمخاطر الكبيرة.
بس مش هيدا اللي صار. وهلق، إسرائيل فيا تستخدم هالأمر كدليل، وتبين للولايات المتحدة والعالم إنه القرار 1701 مش كافي لمنع النزاع، لأن الجيش اللبناني واليونيفيل مش مستعدين يواجهوا حزب الله. هالفشل بتطبيق بنود القرار 1701 ممكن يعطي إسرائيل حجة للتبرير للمجتمع الدولي عن حربها المستمرة والدفع لتطبيق كامل للقرار 1559، اللي بيدعي لنزع سلاح كل الميليشيات والجهات غير الحكومية – سواء بالقوة أو بالدبلوماسية.