قد تبدو عمليّة انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان معقدّة بعض الشيء، إلاّ أنها واضحة حين تفهم أسسها. فتجري الانتخابات الرئاسيّة على الشكل التالي:
أوّلاً، يجب أن تعلم أن مجلس النوّاب هو الذي ينتخب رئيس الجمهوريّة وليس الجمهور. وهذا الأمر يختلف عن البلدان الأخرى حيث ينتخب المواطنون رئيسهم مباشرةً.
تنقسم الانتخابات إلى دورتين:
الدورة الانتخابيّة الأولى
خلال الدورة الأولى، يفوز المرشّح الذي ينال ثلثي أصوات البرلمان ويصبح رئيساً.
وهذا يعني أن من أصل 128 عضواً في مجلس النوّاب، يجب أن يأمّن المرشّح 86 صوتاً ليفوز مباشرةً في الدورة الأولى.
الدورة الانتخابيّة الثانية
في حال لم يحصل أي من المرشّحين على الأصوات الضروريّة في الدورة الأولى، تنتقل الانتخابات إلى الدورة الثانية. في خلال هذه الأخيرة، يحتاج المرشّح إلى عدد أصوات أقلّ.
ويفوز المرشّح الذي يحصل على 65 صوتاً فقط، أي نصف عدد النوّاب زائد واحد. ولكن، يجب استيفاء بعض الشروط.
لا بد من أن يحضر الجلسة ثلثا أعضاء المجلس (أي 86 عضواً) لكي يجري التصويت.
وماذا يحصل إذا لم يكتمل النصاب؟
عندها، تتعقّد العمليّة.
فحين يشعر أحد الأحزاب أن المرشّح عنهم قد يخسر الدورة الثانية، لن يحضر جلسة التصويت.
وقد تعرقل هذه الاستراتيجيّة اكتمال النصاب في الدورة الثانية (أي حضور الأغلبيّة البسيطة من الأعضاء ليكون الاجتماع قانونيّاً).
وإذا حصل ذلك، تصبح الدورة باطلةً ويتّم تأجيل جلسة الانتخاب.
وحيث تشمل عمليّة الانتخابات الرئاسيّة في لبنان بعض الاستراتيجيات والمناورات السياسية، فإنّ الشروط الأساسيّة بسيطة: الحصول على دعم ثلثي مجلس النواب في الدورة الأولى، أو الفوز بأكثر من نصف الأصوات في الدورة الثانية، طالما حضر العدد المطلوب من النوّاب.
فتساعد معرفة هذه الشروط على فهم النتائج والوسائل التي تستخدمها الأحزاب السياسية خلال تلك الانتخابات الأساسية.