يشتهر لبنان برقصاته الساحرة ومأكولاته اللذيذة وشعبه اللطيف. فسنلقي نظرة على العادات اليومية الغريبة والمرحة التي تبقي الروح اللبنانية على قيد الحياة.
وقد توارثت هذه السلوكيات والعادات الفريدة من نوعها عبر الأجيال، ونقشت نفسها في نسيج الهوية اللبنانية. فحين نجتمع، نتشارك ونستمتع بهذه الخصائص المميّزة، ونحوّلها إلى حكايات توحدنا في الضحك.
دعونا نتعمق أكثر في العادات والسلوكيات التقليدية التي تميّز حياة اللبنانية اليوميّة.
منقوشة وبونجوس للفطور
لندخل مباشرة في قلب ثقافة الإفطار اللبنانية! استعدّ أن تتذوّق ألذّ الأطباق خلال الرحلة هذه، “فهل أنت لبناني حقًا إذا لم تتناول هذا المزيج المذهل على الفطور؟”
هل تذكر تلك الأيام السعيدة، عندما وقفنا في صفوف طويلة خلال الاستراحة منتظرين بفارغ الصبر ان نحصل على منقوشة الزعتر أو الجبن الساخنة؟
فتسيل لعاب اللبناني من هذه الرائحة الشهيّة وحدها. ولكن انتبه، لأن الحكاية لا تنتهي بحنين الطفولة. فلن ينتهي حبنا لهذا المزيج أبدًا، حتّى لو كبرنا سنّاً أو ازددنا حكمةً.
وحبنا لهذا الطبق المذهل يتخطّى أفق الفطور. فتمتدّ هذه علاقة من جيل إلى آخر. إنّها علاقة أبديّة تربطنا بجذورنا.
طاردك أهلك مسلّحاً بمشّاية
يعتبر هذا المشهد بين الطفل وأهله اللبنانيين طبيعيّاً. انحفر هذا المشهد في ذكريات جميع اللبنانيين الحقيقيين.
نضحك الآن على هذه القصص وعلى الزمان الذي ركض فيه أهلنا خلفنا حاملين المشايّة. ولكن في ذلك الوقت، رسخت هذه اللحظات الخوف في قلوبنا الصغيرة، مما دفعنا أن نلجأ إلى مخابئنا السرية.
افرط في الطعام خلال زيارتك لبيت جدّتك
ثمّة قاعدة بين اللبنانيين غير مذكورة: لا يجوز للمرء تحت أي ظرف أن يغادر منزل جدته قبل تناول ما لا يقل عن 5 ولائم.
فإنّ الجدات اللبنانيات محترفات في تغذية أحفادهن بشكل مفرط. ألا تستطيع العثور على جدتك ؟ لا تقلق، فلا بدّ من أن تكون في المطبخ تختبر بعض الوصفات الجديدة لتلتهمها لاحقًا. اتطمئن، لأنك لن تشعر بالجوع أبدًا ولن يجرؤ بطنك أن يصدر أيّ صوت.
تقدّم الجدات مجموعة متنوعة من المقبّلات والأطباق الرئيسيّة والحلويات قد تكفي جيشاً صغيراً.
وظائف نمطية من الدرجة العالية
إذا تجرأت على قبول فكرة الحصول على شهادة جامعية خارج مجالات الهندسة أو الطب أو القانون، فستجد نفسك في خضم معركة محتدمة مع والديك اللبنانيين.
لطالما تمسّك لبنان بالصورة النمطيّة: تعتبر ببعض المهن المثال الوحيد للنجاح كما أنّها تستجيب لكلّ توقعات الأهل.
نخشى كلنا شؤالاً لا مفرّ منه:”ماذا تريد أن تفعل لاحقاً”. ههنا لحظة الحقيقة.
فقد تجري المحادثة بسلاسة إذا كنت تطمح إلى أن تكون محاميًا أو مهندسًا أو طبيبًا، أو ربّما ستندلع اشتباكات لأنك تجرأت على التمسك بحلمك في أن تصبح شكسبير أو فان جوخ التالي، غير راغب في التخلي عن طموحاتك الفنية.
علبة كعكة الزبدة من دون كعكة الزبدة
أؤكد من دون شكّ أنّ كلّ لبناني أصيب، مرة واحدة على الأقل في حياته، بخيبة أمل بعد فتح علبة كعكة الزبدة ليتفاجأ بطقم خياطة بدلاً من تلك الحلويات الشهية.
الأمهات اللبنانيات صديقة للبيئة جدًّا يحوّلن أي حاوية فارغة من الطعام إلى وعاء تخزين متعدد الاستعمال.
لن يضيع أي صندوق بين أيديهن!
تنظيم حياتك حسب “الموتور” أو “كهربة الدولة”
“ينزل حدا يعلي الديجنتور”، “هاي كهربة دولي أو موتور؟”.
فأصبحت هذه الجمل العبارات الأكثر استخدامًا في الحياة اللبنانيين اليومية. لا نزال نواجه منذ سنوات مشاكل الكهرباء المستمرّة، ومع ذلك فقد تكيفنا ونظّمنا حياتنا وفقاً لهذه القضية بالذات.
وإنّه من الطبيعيّ بالنسبة إلى اللبنانيين أن يحسبوا بدقة لحظة توليد كهرباء الدولة ، مما يسمح لنا بتشغيل سخان المياه والاستمتاع برفاهيّة الاستحمام بمياه دافئة.
ويمكننا أن نراهن على الأمر التالي : من دون شك، تنافس كل لبناني مرة واحدة على الأقل، مع أسرته على أن يقوم بواجبه الشريف وأن يغامر في الطابق السفلي لإعادة “لتكّ” قاطع الكهرباء. أو ربما كنت قد قمت بالفعل بهذه المهمة، إلاّ أنّك قابلت جارك في كل أناقتهم فحين كنت ترتدي بيجاماتك الغريبة.
“7up” و”الرز واللبن” بدلا من العلاجات الأخرى
لقد مررنا جميعًا بتلك الأيام المرضية المخيفة عندما قررت معدنا أن تثور. ولكن، من يحتاج إلى علاجات صنّعها الأطباء بدقة بعد سنوات من البحث عندما يكون لدينا الثنائي السحري أي “7up” و “الرزّ واللبن”؟
فتجاوزت البراعة اللبنانية قدرة الدواء الوهمي. نشعر بتحسّن وراحة غريبة بعد تناول هذا المزيج عند الغداء أو العشاء، حتى إن لم يحتوي على أي دواء.
بطريقة ما، يعمل سحر هذا المزيج، فنجد أنفسنا على الطريق إلى التعافي، مزودّين بقوّة الـ7up وخليط الأرز واللبن البسيط.
استعراض امكانيّتنا على التكلم ثلاث لغات
إذا صادفت لبنانيّاً، فاستعدّ لقدرته الرائعة على التكلّم بسهولة في ثلاث لغات على الأقل في محادثاته اليومية.
وقد تعتقد أن الأمر كله يتعلق بالتباهي، لكن دعني أخبرك أنّ اللبنانيون يمتلكون موهبة حقيقية لدمج اللغات الفرنسية والعربية والإنجليزية في جملة واحدة. فتبدو هذه الأخيرة ريمكس لغوي رائع!
وقد يكون الريمكس الأكثر شيوعًا “Hi، كيفك، ça va ؟” – مزيج متناغم يجسّد جوهر تعدد لغاتهم.
إذا اردت أن تستمتع، فحاول تحدي اللبنانيين بالالتزام بلغة واحدة فقط لمدة 10 دقائق. إنها وصفة للذهب الكوميدي! ستلاحظ أنّ النضال لمقاومة البهلوانية اللغوية مضحكاً جدّاً.
ماريو كارت ولكن النسخة البنانية
تمسكوا بمقاعدكم، لأننا احتفظنا بالأفضل للأخير! استعد للتجربة الأكثر إثارة للأعصاب في لبنان: القيادة.
إذا كنت تعتقد أنك خالي من الغضب، فكّر مرة أخرى، لأنه بمجرد أن تصل إلى طرق لبنان، ستُصاب بمستوى جديد من الإحباط.
سيبدو الأمر كما لو كنت تخطو إلى عالم ماريو كارت المشوّق. ستّتقن فنّاً جديداً في التغاضي عن حدود السرعة وتفادي العقبات.
من المهم أن تبقى يقظًا في جميع الأوقات – فالدراجات النارية تتسابق داخل وخارج حركة المرور، والحفر تتربّص في كل الأماكن مثل الفخاخ.
تمامًا مثل ماريو، حاول أن تصل إلى وجهتك من دون أن تقع في أعماق كمين عويص!
لإثبات أن اللبنانيين هم الأفضل في الكارتينج، يمكنك التحقق من الفائزين اللبنانيين في بطولة الكارتينج في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.