بـ 4 كانون الأول، لبنان بعيش أجواء مليانة تقاليد حلوة، ألحان مفرحة، وإيمان عميق تكريمًا للقديسة بربارة، الشهيدة المسيحية العزيزة.
معروفة بإيمانها الراسخ، قصة القديسة بربارة تركت بصمة بتلهم أجيال من المسيحيين بلبنان، بالمشرق، وبكل أنحاء العالم.
اضطهاد القديسة بربارة
قصة قديسة بربارة هي قصة إيمان قوي بوجه قسوة مس بالخيال. وُلدت في فينيقيا سنة 273 ميلادي وعاشت بهليوبوليس، اللي هي اليوم بعلبك بلبنان. والدها، ديوسقوروس، كان رجل غني واهتم بحمايتها بعد ما توفيت والدتها. فحبسها ببرج وما كان مسموح إنها تشوف حدا غير معلميها الوثنيين.
رغم كل محاولاته، اكتشفت القديسة بربارة المسيحية واعتنقتها سرًا.
ديوسقوروس سمح لها تطلع من البرج بعد ما رفضت تتزوج كل الرجال اللي عرضهم عليها، على أمل إنه تغيّر رأتها. بس بربارة استغلت الفرصة لتتعرف على مسيحيين تانين. بالنهاية، تعمدت وخبرت بيها إنها صارت مسيحية.
لما عرف ديوسقوروس بإيمانها، عصب كتير وطلب منها تتخلى عن المسيحية. بس لما رفضت، سلّمها للسلطات الرومانية اللي عذّبوها بشكل قاسي جدًا.
تعرّضت للجلد والحرق بسيخ حديد، وقطعوا جسمها بالصنارات. بس كل مرة كانت جروحها تلتئم وكأنه صار معجزة، الأمر اللي زاد من غضب معذّبيها أكتر.
لما بقيت مصرة ترفض التخلى عن إيمانها، حكموا على بربارة بالإعدام بقطع الرأس وهي بعمر 33 سنة. وكآخر عمل قساوة، نفّذ بيها ديوسقوروس الإعدام بنفسه بتاريخ 4 كانون الأول.
لكن العقاب الإلهي كان سريع: لما نزل من الجبل اللي نفّذ فيه الإعدام، ضربه البرق وقتله. واعتُبر هالشي عدالة إلهية لخيانته وقسوته.
تقاليد القديسة بربارة في لبنان
عيد قديسة بربارة، المعروف محليًا بـ “عيد البربارة”، يُحتفل فيه بتقاليد لبنانية مميزة بتكرم هروبها، صمودها، وحمايتها الإلهية.
- الأزياء والأقنعة:
الناس بيلبسوا أزياء وأقنعة متقنة ليتذكروا هروب القديسة بربارة من خاطفيها، واللي تنكّرت لتتفادى إنه يعرفوها. هالعمل الذكي والجريء هو جوهر الاحتفال. - الأغاني والحلويات:
الأولاد بروحوا من بيت لبيت وبغنوا الأغنية التقليدية “هاشلي بربارة” (مرفق فيديو للأغنية من تغطية صباح)، وبيجمعوا الحلويات، والشوكولا، والمكسرات. هالجوقة المفرحة بتملأ الأحياء وبتجمع الناس مع بعض للاحتفال بهروب بربارة المعجزي. - الحلويات التقليدية:
العائلات بتحضّر أطباق خاصة مثل القطايف (فطائر محشية)، العوامة (كرات العسل)، المعكرون (عجينة مقلية ومغطسة بالقطر)، والقمحيّة (حلوى من القمح) كجزء من الاحتفالات. كل طبق إله معناه الرمزي، وبيحتفل بالحياة، والإيمان، والوفرة. - زرع القمح:
من أبرز التقاليد المعنوية هو زرع القمح، العدس، أو الحمص في أوعية صغيرة. هالتقليد بخلّد قصة بربارة وهي عم تهرب بين حقول القمح. حسب الأسطورة، لما كانت عم تركض، نبت القمح فورًا ليخفي آثار خطواتها ويحميها من مطارديها. هالبذور اللي نبتت بتتحط من بعدها تحت شجرة الميلاد كرمز للتجديد والنمو.
إرث القديسة بربارة
إرث القديسة بربارة بيمتد لأبعد من لبنان. هي شفيعة المعماريين، البنائين، عمال المناجم، مدفعيي الجيش، والسجناء. قصتها بتجسد الشجاعة، الإيمان، والعدالة الإلهية عبر العالم المسيحي.
الملفت للنظر إنه كمان بيحتفل مجتمع العلويين بلبنان بيوم عيدها، وهيدا بيعكس الترابط الثقافي والروحي اللي بتلهمه قصة القديسة بربارة. هالاحتفال المشترك ببيّن المواضيع العالمية بقصتها، مثل الصمود والحماية الإلهية، اللي بتتخطى الحواجز الدينية.
المواقع المقدسة والاعتراف العالمي
بلبنان، في كتير كنائس وأضرحة مخصصة لقديسة بربارة، مثل كنيسة القديسة بربارة في البترون وضريح في معاد، جبيل. هالمواقع بتستقطب الحجاج اللي بيطلبوا شفاعتها للحماية، القوة، والشفاء.
القديسة بربارة مُبجّلة كشفيعة لعدة مهن ومناطق حول العالم. هيدي قائمة عن الأماكن والمهن اللي هي شفيعة إلها:
- المهن المتعلقة بالمدفعية والمتفجرات:
- شفيعة: المدفعيين، المهندسين العسكريين، صانعي الأسلحة، وكل اللي بيشتغلوا بالمتفجرات، مثل استخدام المدافع والبارود.
- الدول اللي بتحتفل: إسبانيا، إيطاليا، فرنسا، المملكة المتحدة، كندا، الولايات المتحدة، أستراليا، نيوزيلندا.
- أبرز الروابط: البحرية الإيطالية، سلاح المدفعية الملكي في المملكة المتحدة، ورابطة المدفعية الميدانية الأمريكية.
- المهن المتعلقة بالتعدين وحفر الأنفاق:
- شفيعة: عمال المناجم، حَفّاري الأنفاق، والعمال تحت الأرض، خصوصًا في الصناعات المتعلقة بعلم الجيولوجيا وهندسة المناجم.
- الدول اللي بتحتفل: أستراليا (بما فيها موكب عيد القديسة بربارة السنوي في كالغورلي)، ألمانيا (مع تقليد باربرا زويغ (Barbarazweig)، جلب الأغصان إلى المنازل في 4 كانون الأول)، جمهورية التشيك (حيث توضع تماثيل القديسة بربارة في مواقع الأنفاق)، وبولندا (يتم تكريمها في منجم فياليتشكا الملحي).
- تقاليد إضافية: في مشاريع حفر الأنفاق، بينبنى ضريح للقديسة بربارة من أجل الحماية، خصوصًا على مدخل الأنفاق.
- رجال الإطفاء:
- الدول اللي بتحتفل: فرنسا (بسبب الروابط التاريخية مع رجال الإطفاء) وبعض المناطق في الولايات المتحدة.
- بعض الوحدات والمجموعات العسكرية:
- شفيعة: عدة وحدات عسكرية، مثل وحدات المدفعية، المارينز، ومدفعيين الميدان. الاحتفالات بتكون بالعادة عشاء أو حفلات عسكرية في يوم عيدها.
- الدول اللي بتحتفل: مشاة البحرية الأمريكية، المدفعية الملكية البريطانية، فنيي التخلص من الذخائر المتفجرة الكنديين، والفوج الملكي الأسترالي للمدفعية.
- العلوم الجيولوجية والهندسة:
- شفيعة: الجيولوجيين، مهندسي المناجم، وكل اللي بيشتغلوا في مجال العلوم الجيولوجية، بما فيهم الأقسام الجامعية المخصصة لهلمواضيع.
- الدول اللي بتحتفل: ألمانيا (خصوصًا في بافاريا والمناطق الكاثوليكية)، حيث يتم الاحتفال بيوم القديسة بربارة مع مهرجانات جامعية.
- احتفالات أخرى:
- المناطق/المجتمعات اللي بتحتفل: مدينة كوتنا هورا في جمهورية التشيك، المعروفة بمناجم الفضة اللي فيها، وأجزاء من وسط أوروبا، بما فيها النمسا وبولندا، حيث بيتم الاحتفال بالقديسة بربارة بمواكب وتقاليد مرتبطة بالتعدين.
عيد القديسة بربارة هو وقت للتأمل، الاحتفال، والامتنان لقديسة صمدت بإيمانها. من غناء “هاشلي بربارة” لزرع القمح والاستمتاع بالحلوى الاحتفالية، التقاليد بتخلي ذاكرتها حية ومتجذرة بعمق في ثقافة لبنان.
وبعده لهلق نورها بضوي على لبنان والعالم، والقديسة بربارة بتبقى منارة للأمل، وبتذكّرنا جميعًا نثبت بإيماننا مهما كانت التحديات. قصتها مش بس عن الإيمان، هي قصة انتصار.