عاشت ميشيل حجل، الوصيفة الثالثة لملكة جمال لبنان لعام 2016، رحلة رائعة اتخذت منعطفاً غير متوقع.
وعلى الرغم من أنّها انتصرت ببسالة على نوعين من السرطان، إلا أنّ القدر شاء لها مصيراً مدمرّاً حيث أنّها استسلمت لسرطان هودجكين عن عمر 25 عامًا في 2019.
ولطالما عُرفت ميشال بإيمانها الصلب. وحتى أثناء طلقّيها العلاج، تشبثّت بالصلاة ووضعت ثقتها في الربّ.
كانت تتوق إلى مستقبل خالٍ من السرطان، وتحلم ببناء حياة إلى جانب خطيبها، مارون أبي أطمة.
ولكن ذكرة ميشيل لم تتلاشى مع وفاتها. بعد مرور أربع سنوات من وفاتها، قامت هذه الامرأة الاستثنائية بمعجزات في مختلف المجتمعات.
في مجرى الأحداث، زارت شابة من جيل ميشال، لبنان من فلسطين.
وانجذبت إلى الصلاة إذ أنّ ميشيل حجل كانت قدوتها الحبيبة، مشيرة إلى أنّ وصيفة ملكة جمال لبنان السابقة دفعتها إلى التقرّب من الله خلال أحلك فترات حياتها.
وبعد مغادرتها، سمعت صوت ميشيل الأثيري الذي يحثّها قائلاً “افتح قبري، أنا قديسة، شعري طويل”.
بعد هذا اللقاء، تواصلت مع بولا حجل، أخت ميشيل، لمشاركة هذا الخبر. ومع ذلك، حتّى مع وجود أدلّة مقنعة، ترددت الكنيسة في بالاعتراف بالمعجزة.
وفي أوائل عام 2023، تمّ الاتصال بباولا من جديد من قبل امرأة أخرى من عين الرمّانة. وعلى الرغم من كونها مسلمة، إلا أنّ خلفيّتاهما متشابهتان.
ولطالما اعتبرت هذه الامرأة الشجاعة، التي انتصرت أيضًا على السرطان، ميشيل مصدر إلهام وأمل.
وفي إحدى الأيام، استيقظت امرأة من عين الرمّانة بدهشة إذ أنّها سمعت صوت ميشيل يهمس، “افتح قبري، أنا قديس، شعري طويل”.
بعد أن طغت عليها هذه الاعترافات، ناشدت بولا الكنيسة بفتح قبر أختها.
فلا يمكن تجاهل هذه التجارب المماثلة، حيث تكرّرت نفس الكلمات بالضبط لأفراد من مختلف البلدان والخلفيات الدينية. فانّها أكثر من مجردّ مصادفة بسيطة.
بعد أشهر، وافقت الكنيسة أخيرا على عمليّة فتح قبر ميشيل. فذهبت بولا إلى قبر أختها مع بعض أفراد العائلة والكهنة وما شاهدوه لا يصدّق.
كانت ميشيل في حالة أفضل مما كانت عليه قبل أربع سنوات عند وفاتها. قبل رحيلها، فقدت ميشيل كل شعرها بسبب العلاج الكيميائي. ولكنهم وجدوها تتألّق بشعر كثيف وطويل ووجه خالي من العيوب.
وعلى الرغم من أنّها كانت شاحبة، إلا أنّ بشرتها بدت أكثر نعومة وصحّة مما كانت عليه قبل وفاتها. وحافظ جسادها على نظارته حيث انبعثت منه رائحة الطهارة.
لم يتحلّل جسدها قطّ، تماماً مثل القديسّين اللبنانيين الآخرين، على سبيل المثال القدّيس شربل والقدّيس يوسف نعمة.
فتمّ تكليف لجنة من الأطباء والشخصيّات الدينية بالواجب الرسمي في فحص كل جانب من جوانب حالة ميشيل حجل الاستثنائيّة.
تجاوز تأثير هذه الإمرأة الرائعة أفاق أرض البشر وعلّمنا أنّ “الصلوات تصنع المعجزات”.