مع ظهور محادثات عن وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، لازم نكون واقعيين وناخد بعين الاعتبار بعض العوامل المهمة:
- التشابه بينها وبين محادثات وشروط وقف إطلاق النار في غزة
- ظروف ساحة المعركة
- نوايا إسرائيل
- الانتخابات الأمريكية
- مصالح إيران والغرب
التشابه بينها وبين محادثات وشروط وقف إطلاق النار في غزة
خلال السنة الماضية بغزة، شفنا محادثات لوقف إطلاق النار بتظهر مراراً وتكراراً، بس ما كانت توصل لشي. من الظاهر إنه الطرفين عم يستخدموا هالنقاشات كألاعيب سياسية بدل من الوصول لاتفاق فعلي. بضلوا يدّعوا إنهم “رح يوصلوا لاتفاق”، وبعدين بلوموا بعض لما الأمور تنهار، وكل واحد مصرّ إن مطالب الطرف الثاني غير واقعية.
النقطة الرئيسية كانت مطلب إسرائيل بتفكيك حماس بالكامل، وما أبدوا أي استعداد للتراجع عن هالمطلب. طبعاً، حماس ما رح توافق على هالشي.
المسودة المزعومة لشروط وقف إطلاق النار اللي قدمتها إسرائيل بتتضمن بند بيسمح لإسرائيل باتخاذ إجراءات عسكرية داخل لبنان ضد أي تهديدات محتملة. هالشي بيشبه البنود اللي كانت محكوم عليها بالفشل في المفاوضات السابقة بوقف إطلاق النار في غزة، مما بيأكد إنه إسرائيل ما عندها نية لإنهاء الحرب.
ظروف ساحة المعركة
إسرائيل حالياً عندها سيطرة جوية كاملة بتخليها تطلق آلاف الغارات الجوية على لبنان بدون أي مقاومة تذكر. حسب المصادر الإسرائيلية، نجحوا باستهداف حوالي 80% من ترسانة صواريخ حزب الله.
على الأرض بجنوب لبنان، في مقاومة قليلة، ومعظم المنطقة مفتوحة للجيش الإسرائيلي. في كتير فيديوهات بتبين دبابات الجيش الإسرائيلي متواجدة في الخيام، وبيشعروا الجنود بأمان كافي ليدخلوا الحدود على الأقدام ويزرعوا متفجرات بالقرى من دون خوف من رد فعل حزب الله. وساهم الحظر الإعلامي اللي بيّحصر التغطية لقنوات مرتبطة بحزب الله بنشر رواية مضللة إنه حزب الله عم يقاوم بفعالية الجيش الإسرائيلي. بس بالحقيقة، الجيش الإسرائيلي نجح بتنفيذ استراتيجية الحرب الاستنزافية، بيأخذ وقته بالتقدم وبيستنزف حزب الله، والنتيجة هي تدمير كامل للقرى.
تكبد حزب الله خسائر كبيرة، وتقريباً كل قياداته انقتلوا، بما فيهم حسن نصرالله وخليفته صفي الدين. وتم تهديد الخليف الجديد كمان، نعيم قاسم. انصاب آلاف من مقاتلي حزب الله من الرتب المتوسطة إلى العليا، بما فيهم أعضاء من قوات رضوان النخبوية، وما بيقدروا يرجعوا لساحة المعركة بعد هجوم البيجر. بالمقابل، تدمرت مستودعات الأسلحة والإمدادات العسكرية لحزب الله بكل لبنان.
أثرت هالخسائر بشكل كبير على معنويات مقاتلي حزب الله، وخلت كتير منهم يهربوا، ورفعت تساؤلات بين مؤيديهم عن قدرة حزب الله على الدفاع عن لبنان مثل ما كانوا يدّعوا، خصوصاً إنهم ما قدروا يحموا قيادتهم وأصولهم الحيوية.
تجاوز عدد القتلى بلبنان 2,865، وتقريباً نصهم من الشهر الماضي، وانصابوا 12,772 شخص. بالمقابل، إسرائيل أبلغت عن 107 قتلى، منهم 41 مدني و66 جندي. الأضرار بلبنان تجاوزت 20 مليار دولار، أكتر من ناتجها المحلي الإجمالي، بينما ناتج إسرائيل المحلي الإجمالي زاد من 513.61 مليار دولار لـ 528.07 مليار دولار.
على عكس حماس، حزب الله ما عنده أي رهائن إسرائيليين؛ بس الجيش الإسرائيلي أسر كتير من مقاتلي حزب الله، وهلق محتجزين بإسرائيل.
بينما إسرائيل عم تواجه هجمات صاروخية، فهم قادرين يسيّطروا عليها وبتعتبر أكتر كإزعاج من تهديد وجودي. بتملك إسرائيل تفوق كبير وسيطرة كاملة بهالصراع.
نوايا إسرائيل
صرحت إسرائيل بوضوح إنه بدها تتجنب تكرار أحداث 7 تشرين الأول. هالشي بيتضمن مش بس إزالة حماس بالكامل، بس كمان تأمين جبهتها الشمالية بلبنان من خلال نزع سلاح حزب الله. عم تدور إسرائيل على “ضمانات” إنه ما رح يتكرر هيك هجوم، خصوصاً إنها بتعرف إنه ما تم تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 خلال الـ 18 سنة الماضية. إسرائيل ما عم تنتظر حزب الله إنه يلتزم طوعاً، ولا بتوثق بالجيش اللبناني إنه يتخذ إجراءات ضد حزب الله، وهيدا استنادًا على تردده بمواجهة حزب الله مباشرةً.
بما إنه عندها اليد العليا بالصراع وبتعرف إنه الحرب مستمرة، إسرائيل بتعتقد إنه الاعتماد فقط على قرار مجلس الأمن 1701 مش كافي. بدلاً من هيك، عم تدفع لتطبيق غير رسمي لقرار مجلس الأمن 1559، اللي بيدعي لنزع سلاح كل الجهات غير الحكومية بلبنان، بما فيهم حزب الله. هالشي بينعكس بأفعال إسرائيل العنيفة ضد قيادة حزب الله، ترسانته، ولوجستياته.
بتسعى إسرائيل لضمان إنه حزب الله يتقلص ليصير مجموعة صغيرة من المقاتلين بدل ما يكون منظمة كاملة قادرة على شنّ هجمات واسعة النطاق. مع المكاسب الكبيرة على ساحة المعركة، من غير المرجح إنه إسرائيل توقف تقدمها وتسمح لحزب الله إنه يعيد تنظيم صفوفه ويعيد خلق الظروف اللي أدت للحرب الحالية. بتسعى إسرائيل لتمهيد الطريق للبنان بعد حزب الله اللي بتعتقد إنه فيا “تتعامل” معه.
الانتخابات الأمريكية
واحد من أهم الأحداث الأسبوع الجاي هو الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والعالم كله رح يكون عم يراقب ليشوف مين رح يفوز بين ترامب و هاريس. إذا فازت هاريس، ممكن نتوقع استمرار الوضع الحالي. بس إذا فاز ترامب، ممكن إسرائيل تحس بالقوة لتكثيف جهودها ضد حزب الله قبل ما يستلم منصبه بنهاية كانون الثاني. هالشي ممكن يخلي إسرائيل تلحق أكبر ضرر ممكن بحزب الله، وترامب ياخد الفضل بإنهاء الصراع عند تنصيبه.
شفنا بالفعل نقاشات من معسكر ترامب عن “إنقاذ لبنان”، اللي بيوحي بنية تحرير البلد من حزب الله لتحقيق “سلام دائم”.
هالسياق بفسّر الشائعات الأخيرة عن وقف إطلاق النار المحتمل قبل الانتخابات. على الأرجح عم يحاولوا الطرفين يظهروا بشكل إيجابي بانتظار الرئيس الأمريكي الجديد. بالحقيقة، ممكن نتوقع تصاعد الصراع بشكل كبير بالأشهر الجاية، لأن الرئيس الجديد رح يواجه ضغط لإنهاءه.
مصالح إيران والغرب
الغرب ودول الخليج مبسوطين بشكل غير علني إنه إسرائيل عم تقضي على حماس وحزب الله، اللي كانوا مصدر مشاكل كبير لهالدول. لهيك عم يسمحوا لإسرائيل تكمل بدون محاسبة كبيرة، بس بيكتفوا بنشر بعض التصريحات العلنية. الهدف الجماعي للغرب ودول الخليج هو تفكيك شبكة الوكلاء الإيرانيين اللي عم تسبب بعدم استقرار بالمنطقة والسيطرة على النظام الإيراني نفسه.
إيران شايفة هالوضع كورقة ضغط بمفاوضاتها، وعم تشير إنها رح تضبط هجمات وكلائها على إسرائيل وعلى مسارات الشحن الحيوية مقابل تنازلات نووية ورفع العقوبات. بس إسرائيل ما فيها تقبل بإيران نووية، ولهيك عم تسعى لإضعاف وكلاء إيران وتقليل نفوذهم قدر الإمكان قبل أي محادثات.
بالمقابل، إيران عم تزيد الضغط بتشجيع وكلائها على تصعيد الهجمات. واضح إنه إيران مستعدة تضحي بوكلائها، بما فيهم حزب الله، لتحقيق أهدافها الأوسع – استراتيجية بيعتقد كتير من الناس، ومن ضمنهم أنا، إنها بالفعل قيد التنفيذ. الصفقة النهائية ممكن تتضمن التخلي عن هالوكلاء مقابل إعادة الانخراط مع المجتمع الدولي.
حالياً، ما في حافز كبير لأي طرف لينهي الصراع، لأن كل من إسرائيل وإيران عندهم مصالح باستمرار الحرب. حتى لو تحقق وقف إطلاق النار، من المرجح إنه ينهار بسرعة بعد إطلاق صاروخ أو اثنين.
رح أعرض النتائج المحتملة والحلول لإنهاء الحرب بمقال قادم. إذا لقيتوا هالتحليل مفيد، شاركوه مع أصدقائكم وتابعوا هالقناة للمزيد من التحليلات.